الخميس، 1 مارس 2012

أكذوبة التنمية البشرية


أكذوبة التنمية البشرية
.. بين الحقيقة والإفتراء ..
إذا بحثنا في ما وراء علم التنمية البشرية سنجده يتمحور حول تنمية قدرات ومواهب الإنسان للوصول به إلى أمرين اثنين  .. وهما السعادة والنجاح في الحياة .. حيت أن معظم مجالات وتخصصات هذا العلم - من البرمجة اللغوية العصبية ولغدة الجسد والتحكم بالذات والذكاء العاطفي وغيرها من المواضيع المتعددة - .. تكمن غايتها النهائية لهذين الأمرين .. فلا تخلو محاضرة أو أمسية أو دورة تدريبيه أو كتاب أو مقال من التطرق لهذين الأمرين..
ولكن من الغريب انك عندما تسمع أو تقرا لمثل هذه المواضيع  تشعر ببساطة الموضوع ومن الممكن أن يُخيل إليك أنك عندما تنتهي من الاستماع أو القراءة ستحتسي كوبا من الشاي ثم ستخرج إلي الحياة لتجد جميع أهدافك وما تريد أن تحققه في هذا الحياة قد تحقق – فأنت سعيد جدا توازن بين جميع جوانب حياتك الثقافية والمالية والمهنية والاجتماعية وأيضا نجحت في حياتك وحققت جميع أهدافك – لتأتي الحياة الواقعية وتعكر صفو أحلامك وتنبهك أن الحياة بها من الصعاب ما يدعوك لان تستيقظ لتري الفارق الكبير بين ما يقال لك وما أنت عليه .. ولتكتشف المساحة الكبيرة بين ما تظن وما يتهيأ لك وما ستجده في الواقع ..
فما صحة هذا العلم وما حقيقة ما به من أفكار وكلمات وعلوم هل هو مجرد كلام يطرب به الإنسان ويشعره ببعض الأمل والسعادة التي سرعان ما تصدم بالواقع لم هو حقيقة واقعة وأمر محتوم ولكننا لم نفهم هذا العلم بما بالشكل الذي يعطينا الفائدة المرجوة ..؟ ؟
يقول قائل  .. إنه علم أصيل له نظرياته وباحثيه ومؤلفاته ومؤلفيه يعتمد على الأسس العلمية في البحث والتطبيق ولا احد يستطيع أن ينكر هذه الحقيقة فهي واضحة كالشمس ..
ليرد عليه آخر.. فماذا تقول عن هذه الأفكار وعن هذا العلم الذي لا يتطابق مع مجريات الأمور ولا يدرس حقيقة الواقع وصعوبات الحياة  .. أليس الهدف من العلم هو تسهيل وتوفير حياة أفضل للبشرية فما الفائدة من علم لا يعالج هذه الأمور ؟؟
فما هذه الأحجية المحيرة ؟؟
قد تختلف الرؤى وقد تتعد وجهات النظر ولكن أود أن أؤكد على أمرين اثنين ..
الأول .. أن البعض لا يملكون العلم والخبرة الكافية التي تؤهلهم لان يكون محاضرين ومدربين في هذا المجال .. فهم من يطرحون المواضيع بهذه البساطة وهم من يشوهون بعض الحقائق ويضخمون الأخرى .. ولا نستطيع الحكم على هذا العلم بهؤلاء القلة وننسى فضل المبدعين والمؤسسين ..
الثاني .. انه مهما بلغت العلوم من واقعية ومهما تطور هذا العلم فانه لن يوصلك للنجاح والسعادة لسبب مهم وكبير .. وهو انه أنت من يصنع هذا لنفسك .. قد يعطيك العلم النظريات ويوضح لك الأسس والقواعد وقد يعطيك الأمل والمعنويات ويوضح لك قدرات ومميزاتك ولكن لا تنسى انك أنت من سيستغل هذه القدرات وأنت من سيتحرك ويسعي .. وسيجد ويعمل .. أنت من سيفشل وينجح .. ومن سيحزن ويسعد ..
فإن الناجحين صنعوا من عثراتهم وفشلهم سلما وصول به للنجاح ومهما قرأت وسمعت من قصص الناجحين والعظماء تأكد من أنهم يوما ما قد تجرعوا من كاس الفشل والتعاسة فهذه الحياة تحتاج لمن يجد ويعمل لكي يحصد وينجح فلن تتعلم حتى تتألم .. واحتم بوصية ربنا عز وجل لنا .." وقل اعلموا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون "

هناك تعليقان (2):

  1. رائعة تلك الكلمات التي خطها قلمك تمنياتي بالتوفيق لكم ...

    ردحذف
  2. من راى ان التنمية البشرية تفيد الانسان الفاشل فيما يكمن فائدتها للانسان الناجح فى الاستمتاع بالقصة التى تروى له. واقصد بالفاشل هو من لديه قصور تعوقه عن تحقيق نجاحه وليس الفشل الناتج عن العوامل الخارجية .

    ردحذف